Appelez nous : +212 (0)537-770-332

باحث يحذر من خطورة الخطاب العنصري إزاء المهاجرين المقيمين بالمغرب

باحث يحذر من خطورة الخطاب العنصري إزاء المهاجرين المقيمين بالمغرب

قال حسن بنطالب، إعلامي وباحث في شؤون الهجرة، إن ردود الفعل العنصرية الصادرة عن بعض المغاربة إزاء المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء تكون غالبا مبنية على وقائع غير صحيحة.

واستدل بنطالب، في حلقة نقاش نظمتها جمعية مناهضة العنصرية (GADEM)، مساء الخميس، حول “خطاب الكراهية ووسائل التواصل الاجتماعي”، بواقعة ادّعاء اختطاف شاب من غينيا لفتاة من مقبرة في مدينة الدار البيضاء، والتي أثارت ضجة واسعة، قبل أن يتبين أن الشاب المتهم بريء مما لُفّق له.

وأوضح الإعلامي والباحث في شؤون الهجرة أن الشهود الذين أدلوا بتصريحات للمواقع الإلكترونية لم يكونوا شاهدي عيان حقيقيين، إذ لم يعاينوا اختطاف الفتاة المزعوم، ولم تكن هناك تطابق في تصريحاتهم؛ غير أن تداولها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي جعل المتلقين يعتقدون بحقيقة وقوع حادثة الاختطاف.

ونبه المتحدث ذاته إلى أن الخطورة تتجلى في أن فئات من المغاربة يتحدثون بخطاب ذي حمولة عنيفة عن المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، ويستخدمون في حقهم أوصافا ونعوتا قدحية، من قبيل “عزّي”؛ مشيرا إلى أن حتى الصحافيين الذين يأخذون تصريحات تحتوي على مضمون ذي نزوع عنصري لا يطرح الأمر بالنسبة إليهم مشكلا.

ومع ذلك، أوضح بنطالب، فإن تسرب خطاب “عنصري” إزاء المهاجرين إلى وسائل الإعلام، أو عدم الاعتراض عليه من طرف الصحافيين، “لا يعني أن هناك صحافيين عنصريين أو وسائل إعلام تعادي الهجرة والمهاجرين، المشكل هو أن هناك ضعفا في التكوين لدى بعض الصحافيين”، على حد تعبيره.

ونبه الباحث في شؤون الهجرة إلى أن انتشار تعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي أو أخبار غير صحيحة عن تورط المهاجرين من جنوب الصحراء في قضايا معينة يكون له وقع جد سلبي حتى إذا تبين عدم صحتها لاحقا، كما حصل في واقعة اتهام الشاب الغيني باختطاف فتاة من مقبرة بالدار البيضاء، حيث تم إنشاء هاشتاغ “جميعا من أجل إنقاذ فاطمة الزهراء”، وتضمنت التعليقات عليه ردود فعل عنيفة، قبل أن يتضح لاحقا أن الفتاة سافرت إلى مراكش بمساعدة أحد الأعوان العاملين بالمحطة الطرقية أولاد زيان بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، ولم يختطفها أحد.

وأضاف حسن بنطالب: “هناك من يعتقد أن المهاجرين الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء جاؤوا من أجل احتلال المغرب والسيطرة عليه، وهناك تصورات مروعة إزاءهم”.

وذهب المتدخل في حلقة النقاش سالفة الذكر إلى القول إن من يعادي المهاجرين “يقف ضد تعليمات السلطات العليا”، في إشارة إلى السياسة الجديدة التي نهجها المغرب في التعاطي مع الهجرة، حيث تمت تسوية وضعية عشرات الآلاف من المهاجرين المقيمين في المغرب بطريقة غير شرعية، بأمر من الملك، وأغلبهم من إفريقيا جنوب الصحراء.

https://www.hespress.com/%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab-%d9%8a%d8%ad%d8%b0%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d8%b2%d8%a7%d8%a1-1086367.html

image_pdf
Tags :